الجمعة، 25 مارس 2011

قواعد لغوية قـرآنية ♥

بسم الله والحمدُ لله والصلاةُ والسلامِ
على خيرِ داعٍ وشفيعٍ محمدٌ بن عبد الله ؛

وصلِ اللهم على آلهِ وصحبهِ وأزواجهِ وسلم أتم التسليم

.


.
 



القرآن الكريم



 

كتاب الله العظيم الذي أُنزلَ على محمدٍ صلوات الله عليه
الـ نور المبين رحمةً للعالمين
وشفاء لما في الصدور
هدىً وضياء
.
.
.
فــ هو معجزٌ في نسقهِ وترتيبهِ وحركاتِ إعرابهِ ...
فالقرآن الكريم كله وحدة مترابطة " من حيث قوة الموسيقى في حروفه وتآخيها في كلماته ، وتلاقي الكلمات في عباراته ونظمه المحكم في رنينه ...
وكأنَّ المعاني مؤامنة للألفاظ ، وكأنَّ الألفاظ قطِعتْ لها وسويت حسبها ...


فــ كم من عالمٍ غيرَ مسلمٍ عندما وقف عند آياتهِ
وتأملها بعقلِ العالم وحسهِ عَلِمَ وتيقن
أن هذا كلام ربُّ العباد فأسلم لله ربِ العالمين ...

في موضوعنا هذا المتجدد بإذن الله
ستكون لنا وقفات على كلمات أو آيات
أو حتى حركاتِ إعراب


( وَكَأَيِّنْ مِنْ نَبِيٍّ قَاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ فَمَا وَهَنُوا لِمَا أَصَابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَمَا ضَعُفُوا وَمَا اسْتَكَانُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ ) آل عمران :164
 
 



لَنَسْفَعاً" : في قولهِ تعالى "لَنَسْفَعاً بِالنَّاصِيَةِ" ( العلق :15) ، "وَلَيَكُونًا" في قوله تعالى "وَلَيَكُونًا مِّنَ الصَّاغِرِينَ " (يوسف : 32)
أصلها " لنسعفن، ليكونن" أُبدلت النون تنويناً حفاظاً على قراءات أخرى ، ويوقف عليها بالألف فرقاً بينها وبين النون الثقيلة .

.
/
؛
.


ملاحظة: نون التوكيد الخفيفة في قوله تعالى (لَنَسْفَعاً بِالنَّاصِيَةِ) جاءت تنويناً وليس نوناً ساكنة، وذلك اتباعاً لرسم المصحف الشريف (الرسم العثماني)، والقاعدة تقول: إن رسم المصحف لا يُخالَفُ ولا يُقاسُ عليه غيرُه.
ومعنى (لا يُخالَفُ) أي أنه لا يجوز كتابة آيات القرآن الكريم إلا به، ولذلك أثبتنا الآية هنا كما جاءت في رسم المصحف.
ومعنى (لا يُقاسُ عليه غيرُه): أننا عندما نكتب لغة عربية غير آيات القرآن الكريم فإننا لا نلتزم بالرسم العثماني؛ لأنه رسم خاص بالمصحف الشريف، فلا يجوز أن نقيس غيرَه عليه.

كم وقفنا على ألفاظ وكلمات أحسسنا معها بعظمةِ هذا الكتابِ
الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه
فـ سبحان من أنزل هذا الكتاب العظيم ورفع بِهِ أقواماً إلى عليين
واصطفاهم على غيرهم بالتفقه بِهِ وحفظهِ والعمل بِهِ ...
ورفع قدرهم بتعليمه وتعلمه بدون ملل ولا كلل
فكان كالصيب النافع أينما حل نفع ..
فطوبى لهم


"هاهُنَا"

 
وردت أربع مرات في القرآن الكريم
{ ثُمَّ أَنزَلَ عَلَيْكُم مِّن بَعْدِ الْغَمِّ أَمَنَةً نُّعَاساً يَغْشَى طَآئِفَةً مِّنكُمْ وَطَآئِفَةٌ قَدْ أَهَمَّتْهُمْ أَنفُسُهُمْ يَظُنُّونَ بِاللّهِ غَيْرَ الْحَقِّ ظَنَّ الْجَاهِلِيَّةِ يَقُولُونَ هَل لَّنَا مِنَ الأَمْرِ مِن شَيْءٍ قُلْ إِنَّ الأَمْرَ كُلَّهُ لِلَّهِ يُخْفُونَ فِي أَنفُسِهِم مَّا لاَ يُبْدُونَ لَكَ يَقُولُونَ لَوْ كَانَ لَنَا مِنَ الأَمْرِ شَيْءٌ مَّا قُتِلْنَا هَاهُنَا قُل لَّوْ كُنتُمْ فِي بُيُوتِكُمْ لَبَرَزَ الَّذِينَ كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقَتْلُ إِلَى مَضَاجِعِهِمْ وَلِيَبْتَلِيَ اللّهُ مَا فِي صُدُورِكُمْ وَلِيُمَحَّصَ مَا فِي قُلُوبِكُمْ وَاللّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ} [آل عمران:154]
.

 
{ فَلَيْسَ لَهُ الْيَوْمَ هَاهُنَا حَمِيمٌ } [الحاقة 35]
.
{ قَالُواْ يَا مُوسَى إِنَّا لَن نَّدْخُلَهَا أَبَدًا مَّا دَامُواْ فِيهَا فَاذْهَبْ أَنتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ } [المائدة 24]

 
.

 
{ أَتُتْرَكُونَ فِي مَا هَاهُنَا آمِنِينَ } [الشعراء 146]
 
هَاهُنَا
التفصيل : الهاء للتنبيه وهنا اسم إشارة "ظرف مكان"
 
 
 
 
" ربِ " أصلها (ربي) وهي منادى ، وكسرتها أصلية ، ويدخلها روم .
ملاحظة : كل كلمة أصلها ياء محذوفة وقبلها كسرة تكون كسرتها أصلية يدخلها الروم ضمن أوجه الوقف .


/


" تَوَدُّ " ( تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَدًا بَعِيدًا وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ وَاللَّهُ رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ). سورة آل عمران ، الآية رقم 30.

أصلها (توْدَدُ) : إدغام متماثلين كبير رسماً ولفظاً ، وبسبب الإدغام التقى ساكنين فتحت الواو منعاً لالتقاء الساكنين .


/


" قُدَّ " : ( قَالَ هِيَ رَاوَدَتْنِي عَنْ نَفْسِي وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِنْ أَهْلِهَا إِنْ كَانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِنْ قُبُلٍ فَصَدَقَتْ وَهُوَ مِنَ الْكَاذِبِينَ ) يوسف 26
قُدَّ : أصلها قُدِدَ على وزن فُعِل ، إدغام متماثلين كبير رسماً ولفظاً .


:
 
 
الْأَعْلَوْنَ " (وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ )(آل عمران 139)

مفردها الأعلى - أضفنا (و+ن) فأصبحت

"الأعلاون" حذفت الألف لالتقاء الساكنين ، فأصبحت "الْأَعْلَوْنَ"
وهي جمع مذكر سالم مفتوحة ؛
لأن نون جمع المذكر سالم مفتوحة


/

"الْمُصْطَفَيْنَ" ﴿ وَإِنَّهُمْ عِندَنَا لَمِنَ الْمُصْطَفَيْنَ الأَخْيَارِ ﴾﴿ص47﴾

مفردها المصطفى وهي اسم مفعول - أضفنا (ي+ن) حذفت الألف لالتقاء الساكنين فأصبحت "الْمُصْطَفَيْنَ"


/
 


"لَتَرَوُنَّ " ( لَتَرَوُنَّ الْجَحِيمَ ) (التكاثر 6)

.
لام القسم + ترَى + وْن+ نْنَ النون المشددة

(أصل الحرف المضعف ن ساكنة وأخرى متحركة نَ )
حذفت الألف لالتقاء الساكنين وكذلك حذفت النون لتوالي الأمثال
وضمت الواو لالتقاء الساكنين ؛
(الواو اللينة في نون التوكيد الثقيلة )
 
:
 

لَيُوَلُّنَّ " لَئِنْ أُخْرِجُوا لاَ يَخْرُجُونَ مَعَهُمْ وَلَئِن قُوتِلُوا لاَ يَنصُرُونَهُمْ وَلَئِن نَّصَرُوَهُمْ لَيُوَلُّنَّ الأَدْبَارَ ثُمَّ لاَ يُنصَرُونَ  *آل عمران
/

" لَيُوَلُّنَّ " : ( أصلها لام القسم + يولون + نْنَ)

اللام واقعة في جواب القسم المقدر ،
(يول) فعل مضارع مبني على حذف النون لأنه من الأفعال الخمسة ،
وسبب بناؤه على حذف النون على حذف النون لاتصاله بنون التوكيد الثقيلة ،
و ( واو الجماعة المحذوفة لالتقائها ساكنة مع نون التوكيد الثقيلة )
في محل رفع فاعل والنون لا محل لها من الإعراب

:

"بِمُصْرِخِيَّ "
في قوله تعالى "مَا أَنَا بِمُصْرِخِكُمْ وَمَا أَنْتُمْ بِمُصْرِخِيَّ " إبراهيم 22


"بِمُصْرِخِيَّ "
1- أصلها ( بمصرخين لي )
2- حذفت اللام للإضافة
3- حذفت النون للإضافة
4- أصبحت الكلمة (بمصرخي ي) ، ففتح الساكن الثاني وهو ياء الإضافة
5- أدغمت الياء السكنة بياء الإضافة المتحركة فأصبحت "بِمُصْرِخِيَّ "


؛
.

" لَتُبْلَوُنَّ " في قوله تعالى ( لَتُبْلَوُنَّ فِي أَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ ) آل عمران : 186 
" لَتُبْلَوُنَّ " أصلها : تبلى ؛
دخلت عليها (واو ونون الجماعة)
وحذفت الألف لالتقاء الساكنين ثم دخلت لام القسم ونون التوكيد وهي عبارة عن
(نْ ، نَ)
وللتخفيف حذفت النون الأصلية (نون الفعل)
ولالتقاء الساكنين ضُم الساكن وهو الواو اللينة .
.
؛
" تَمَنَّوْنَ " وَلَقَدْ كُنتُمْ تَمَنَّوْنَ الْمَوْتَ مِن قَبْلِ أَن تَلْقَوْهُ فَقَدْ رَأَيْتُمُوهُ وَأَنتُمْ تَنظُرُونَ
(آل عمران 143)
أصلها تمنى _ دخل عليها واو ونون الجماعة فأصبحت (تمناون) _
حذفت الألف منعاً لالتقاء الساكنين فأصبحت تمنون .

.


وَكَأَيِّنْ : كلمة مركبة من " كاف " التشبيه و " أي " الإستفهامية المنونة ثم صارت كلمة واحدة بمعنى كم الخبرية المفيدة للتكثير ، ولزوم أن تكون في صدر الكلام ، والاختصاص بالماضي ، وحكم مميزها أن يكون مفرداً مجرور بمن ، ولأن التنوين قد صار جزءً من تركيبها كتبت بالنون فهي الآن كلمة واحدة ويجوز أن تكتب (كأيٍ) بحسب أصلها .
ومن المعروف أن التنوين لا يكون في اللفظ دون الخط إلا في قوله تعالى حيثُ وقع فإنه كتب بالنون في مواضعها السبعة في القرآن ( آل عمران ؛ يوسف ؛ الحج ؛ العنكبوت ؛ محمد ؛ الطلاق )
وفي المصحف أبدلت التنوين في "كأيٍ" نوناً حفاظاً على قراءات أخرى ، وذلك عكس "وليكوناً ، لنسفعاً " ويوقف عليها بالنون الساكنة .

ليست هناك تعليقات: